صور آيلة للسقوط
حياتنا مجرد صور وأصوات تُكون انطباعات وخواطر تأخذ طريقها الى الأعماق وتظل هكذا إلى أن تتغير بعض العوامل المحيطة بتلك الصور والتي كانت بالأمس وأضحت الملامح ذات ألوان زاهية وجميلة ويظل السؤال هل تلك الصور كانت كذلك ؟أم هناك شيء ما دفعنا لتلك النظرة الإيجابية والخواطر الجميلة للدرجة التي تمنينا أن تشكل تلك الصور بعض من ملامح حياتنا أو ربما تلك النظرة والخواطر كانت حقيقية ونحن من فقد أحساس الشعور الايجابي ..لشيء ما ظل ينمو في دواخلنا منذ لحظة الصرخة الأولى التي شكلت بداية وجودنا في الحياة الدنيا ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ ويُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ )أذٍ الفطرة الطيبة تتأثر بالمحيط الأبوي والروحي ..وتتغير بالمحاكاة أو بالتلقين ..البعض منا يظل هكذا في حالة تقليد أعمى يفعل فقط ما يفعله الآخرون دون أن يرهق نفسه بعناء البحث والتمحيص وتذوق طعم الإيمان الصادق والطاعة المطلقة لرب العباد وكلما استشعرنا حقيقة ما نقوم به من عبادات حركية وروحية وغيبية وبحثنا في الغاية والأسباب وخرجنا من إطار المحاكاة إلى آفاق أبعد من ذلك ..فهذا بلا شك يقودنا إلى تمكين تلك الصورة الإيمانية المشرقة ومخاطبة الآخر بالحكمة ومجادلته بالتي هي أحسن وستبدو الصورة أكثر وضوحاً في معاملاتنا اليومية وسلوك الفرد وقوة المجتمع ... ولو فقط اكتفينا بخيار الانغلاق والانصياع للحركات والمحاكاة والانصياع المطلق سنظل في حالة ثبات وستتغير ملامح الصورة الحقيقية أو ربما ستختفي رويداً رويدا ..لتصبح شيئاً غريباً كما كانت بالأمس ..
حتى مشاعرنا وعواطفنا لا تخلو من هكذا انطباع رائع وأحلام وأمنيات ودعوات ورغبات ومن ثم نكتشف الصورة الحقيقية التي كانت تبدو خلف ثنايا مشاعرنا .. وأمنياتنا ..حتى تلك الألوان الزاهية والرائعة والأصوات الجميلة لا وجود لها في حقيقة الأمر .. ولأننا بشر روح وعقل وقلب ابيض جميل لا يرى في الوجود إلا ما هو جميل . يكون انطباعنا الأول عن الأشخاص هكذا جميلاُ ...ولكن الأغلبية منهم يدعي الكمال والأخلاق العالية ويعتقد انها جزء من شخصيتهم .. ولكن هيهات هيهات ..والصور المزيفة آيلة للسقوط ولو بعد حين ..كن حقيقياً بقدر المستطاع. فالشخصية المزيفة التي قد تدّعيها لن تعمل لمصلحتك. وآيلة للسقوط ..